كيف أفهم الرياضيات بسرعة

علم الرياضيات

أبدع العلماء المسلمون في علم الرياضيات والبحث فيه،ونقلت مؤلفاتهم وتأثيرهم إلى العالم كله من خلال الكتب التي تبحث وتوضح هذا العلم، حتى قيل فيهم: “إن العقل ليدهش عندما يرى ما عمله المسلمون في الجبر…” وتشهد حتى الآن علوم الخوارزميات والجبر والمقابلة “المعادلة” على إبداع المسلمين وتفردهم، وقد كانو أول من أدخل الصفر إلى الحساب.

علم الرياضيات هو علم شامل متكامل يتداخل في كل جوانب الحياة من الاستخدام اليومي وحتى ابداعات الهندسة والتطور الرقمي الذي نشهده كل يوم، وعليه فلا بدّ لنا أن نستطيع مواكبة ومتابعة هذا العلم أيّاً كانت ميولنا العلمية والعملية ولتحقيق ذلك لا بدّ من إعمال العقل بكل الطرق والوسائل واليكم بعض الأفكار التي تساهم في تحسين مستوى الذكاء في الرياضيات:

كيف أفهم الرياضيات بسرعة

حب التعلّم

حتى تبدع في أمر يجب أن تحبه وأن تقنع نفسك بسهولته، فهذه التهيئة النفسية ضرورية جدا لتحقيق الإبداع في أي مجال، وتحفيز الروح والنفس تكون بتكرار كلمات بسيطة مثل: أنا ذكي، الرياضيات ممتعة، لا شيء يقف في وجه الجد والمثابرة.

ذُكر أن أحد الطلاب كان نائماً خلال محاضرة للرياضيات، وعندما استيقظ وجد معادلة مكتوبة على السبورة، فنسخها على دفتره ظاناً أنّها واجب منزلي وحاول حلها حتى تمكن من ذلك، وحين جاء موعد المحاضرة لم يسأل المحاضر عن ذلك الواجب فاستغرب الطالب وسأله :ألن تأخذ الواجب، فقال المحاضر: أي واجب. قال له: المعادلة التي كانت على السبورة في المرة الماضية، قال:لقد كانت مثالا على المعادلات التي لم يستطع أذكياء الرياضيات على حلّها! وها أنت قد تمكنت من حلها. الشاهد في هذه القصة أن عقلنا الباطن يعمل ضمن محددات الكلمات البناءة والهدامة وهذا الطالب لم يسمع الكلمات الهدامة وتمكن من حلها.

دور الأهل هنا مهم جداً

فعليهم تحفيز الطفل وتعزيز مهاراته والإبتعاد عن الجمل المحبطة والتي تصف الطفل بالغباء وعدم الفهم، فعلى الرغم من مصاعب الحياة ومشاقها والتزاماتها، فمن الضروري أيضاً الحرص على تطور الأطفال العلمي كونه مسؤولية ومهمة جليلة، الصبر على الطفل إن أخطأ وإن لم يفهم المسألة من أول مرة أو مرتين أو حتى خمسة يجب أن نحافظ على الهدوء والصبر والعلم بأنّ المعلومة لا تدخلها العصا ولا يدخلها الصراخ والغضب والعقاب، وعلى الأهل متابعة نوع الغذاء المتناول من قبل ابنهم أن يكون غذاءً صحياً متوازناً خالياً من المواد المنشطة غير الصحية والتي تدفع الطفل للقفز واللعب بدل الجلوس والتفكير، والإكثار من السوائل كالعصائر الطازجة التي تنشط العقل والذهن.

التقليل من الألعاب الاكترونية العنيفة ومن مشاهدة التلفاز، خاصةً القنوات الهدامة التي تصنع من الطفل آلة شفط لكل ما هو خاطىء وعنيف، واستبدالها بالبرامج الترفيهية التعليمية التي تسمح للطفل باشباع رغبته في اللعب وبنفس الوقت تكون ذات فائدة علمية تصل بسهولة إلى ذهنه. كل ماسبق ما هو إلا مجرد تجهيز للعقل قيب إعماله، وفيما يلي إعماله:

الاشتراك بالمسابقات

اشراك الطفل في الحسابات اليومية كحسابات الميزانية المنزلية للأسرة؛ من حساب مصروف البيت، وحساب تكلفة الحاجيات المشتراة، أيضاً حساب عدد السيارات مثلا بألوان معينة كنشاط داخل السيارة، أو حساب عدد القطع، الحبات، الضيوف وهكذا.

تطوير مهارات الطفل الحسابية

ذلك من خلال برامج تنمية الذكاء والذاكرة والسرعة في الحساب وإيجاد الحلول مثل برامج الرياضيات الذهنية، استخدام الأصابع في عمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب، ومثل هذه البرامج المتوفرة في مراكز تنمية الذكاء المخصصة للأطفال.

الممارسة

الرياضيات ممارسة؛ تعتمد دائماً على عدد المسائل وتنوع الحلول، والتجربة والخطأ هو أساس النجاح والتقدم، لتنمية مهارات الرياضيات عند الطفل لا بدّ من تعدّد المسائل وتكرار المحاولات لتحقيق التنوع في طرق حل المشاكل والسرعة في تحقيق ذلك.

في النهاية لا نستطيع القول بأن هناك من يولد بقدرات عقلية تفوق الآخرين، ولكن هناك المحيط الذي يطور ذلك الذكاء وهناك من يثبطه، والمحيط يشمل العائلة، المدرسة، وحتى النفس المحفزة والمتفائلة، والمثابرة والجد والاجتهاد هي الأسباب الأساسية لتحقيق النجاح في كل المواد الدراسية وفي كل المراحل.