صفات المها العربي وموطنه وحركته وغذاؤه

المها

اتَّسمت الحضارة العربيّة بالكثير من السمات التي تُميزها عن غيرها من الحضارات والثقافات، سواءً أكان ذلك بالعادات والتقاليد، أو اللغة والآداب، أو حتى في الحيوانات البريّة التي ارتبط اسمها بموطنها العربيّ الأصيل ومنها: الحصان العربيّ، والمها العربيّة، وفي هذا المقال سنتعرف على صفات وسمات المها العربيّة.

التسمية والنشأة

المهاة في اللغة العربيّة تعني الشمس، وقد أخذت هذا الاسم من اسمها باللغة العربية بسبب لونها الأبيض الزهي كحبات البلور، وفي اللغة العربيّة يُقال لهذه الحيوانات الوضيحي لأنّها واضحة الرؤية عن بُعد، وتعني في اليونانيّة أوروكس، بمعنى الغزال واليوكوريكس أي الأبيض، وفي اللغات الأوروبيّة تُعرف بالمها الأبيض، ويبلغ طول المها العربيّة ما يُقارب المتر، ووزنها حوالي 70 كيلوغراماً، ولون المها العربيّة الأصيلة أبيض سوى الجزء السُفليّ والقدمين؛ فهي بنيّة اللون، ولها خطوط سوداء عند الرأس والعنق، وتمتلك قروناً طويلة مُنحنية طولها يتراوح ما بين 50 إلى 75 سنتيمتراً.

موطنها

انتشرت المها في الماضي في القسم الأكبر من الشرق الأوسط، وخاصة في صحراء سيناء، وجنوب فلسطين، وشرق الأردن، والعراق، وأنحاء من شبه الجزيرة العربيّة، وتواجدت أيضاً في صحراء النفود شمال غربي السعوديّة وصحراء الربع الخالي في الجنوب، وتفضل هذه الحيوانات أن تقطن في الصحاري الحصويّة أو الرمليّة، وتستطيع أن تهرب بسرعة وسهولة كبيرة من أعدائها من الحيوانات المفترسة والصيادين.

غذاؤها

تتغذّى على الأعشاب وأوراق الأشجار، وتمضي اليوم سيراً في البحث عن الطعام مُتجنبةً أشعة الشمس، كما أنّ لها القدرة على تحديد المناطق التي تساقطت عليها الأمطار والانتقال إليها، وتتميزُ هذه الحيوانات بأنّها هادئة وغير عدائيّة تجاه بعضها البعض، كما وتستطيع المها أن تصبر على العطش لعدة شهورٍ كباقي الحيوانات الصحراويّة البريّة؛ ذلك لكونها لا تحتاج إلّا لكميةٍ بسيطة من الماء والتي تُوفّرها لها النباتات العصيريّة والندى والماء الليليّ.

صفاتها وسلوكها

تتصفُ بقيامها بحفر حفرة بسيطة في التربة الطريّة لتستريح فيها، كما أنّها تعيش في قطيع، يختلفُ عدد أفراده من قطيع إلى آخر، وتتصل هذه الحيوانات اتصالاً بصريّاً ببعضها البعض، فتتواجد الذكور في وسط القطيع والإناث على الأطراف، وتستخدم الذكور والإناث قرونها للدفاع عن طعامها ومياهها ضد الغرباء.

المها في الثقافة العربيّة

كانت لاستخدام لفظة المها في الشعر العربيّ رموز ودلالاتٍ لا يعرف مكنونها سوى الشاعر نفسه، فقد تغزّل الشعراء بجمالها مُستذكرين محبوباتهم اللواتي يحملن من صفات الجمال ما تحمله المها العربيّة، من عيون سوداء واسعة وقوامٍ جميل متناسق، وقد وردت في الكثير من القصائد الشعريّة فيقولُ الشاعر: عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وقد ذكرها الجاحظ في كثير من مؤلفاته، خاصة في كتابه الحيوان كنوع من أنواع الحيوانات التي قطنت شبه الجزيرة العربيّة، وذكرت المها أيضاً في التوراة على أنّها الحيوان الأسطوريّ أُحادي القرن.