تقوى الله وحسن الخلق
تقوى الله وحسن الخلق
عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ) [حسن]، حيث جاء هذا الحديث ليبرز دور الأخلاق الحسنة في المجتمع الإسلامي، وهي تقوى الله وحسن الخلق، وتقوى الله تعني أن يجعل الإنسان بينه وبين الله عزّ وجل وقاية وحذر من عذابه وسخطه وغضبه، أما الخلق الحسن فهو عمل المعروف، وكف الأذى عن الآخرين، واحتمال الأذى، وهو من أخلاق وصفات الأنبياء والصالحين والصديقين، وبه تعظم الأجور وترفع الدرجات.
شرح الحديث
جاء الحديث ليدلل على أهميّة ومكانة الأخلاق الحسنة في الإسلام، وأثرها على المجتمع والأفراد، وهي تقوى الله وحسن الخلق، حيث أمر بتقوى الله؛ أي بمعنى جعل مجال للوقاية بين الإنسان وعقاب الله سبحانه وتعالى، والتي تكون بعمل أوامره واجتناب نواهيه في أي زمان ومكان، كما أنّه من الأفضل اتباع السيئة التي تصدر منك بالحسنة، والعمل الحسن لمحو السيئة وإزالتها، بالإضافة إلى معاشرة الناس ومعاملتهم بالأخلاق الحسنة حسب الطبع والفطرة التي نبت عليها الإنسان.
مضامين الحديث الرئيسية
- تقوى الله في أي زمان يعتبر سلاحاً للإنسان لمواجهة العديد من الصعاب والمشاكل.
- حسن الخلق والمعاملة الحسنة تؤدي إلى تمام التقوى عند الالتزام بها.
- الإكثار من الحسنات يمحو الذنوب والخطايا.
فوائد وأحكام الحديث
- فوز الإنسان بالولاية في حال اجتماع تقوى الله والإيمان به معاً، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس: 62-63].
- الوقاية من عذاب الله من خلال اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
- دخول الجنة، حيث إنّ تقوى الله سبب من أسباب دخول الجنة، وهي وصيّة الله سبحانه للأولين والآخرين، وقوله تعالى دليل على ذلك: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131]، وأثنى الله على أهل التقوى، وأخبر بأنّهم المفلحون وأهل الجنة.
فوائد تقوى الله
- النجاة من عذاب النار.
- تفريج الكروب وتنفيس الهموم وتوسيع الرزق.
- الفوز بجنات الخلود.
- القدرة على التفرقة بين الحق والباطل، ومحو السيئات وغفر الذنوب.
- حفظ الإنسان من كيد وغيظ الكفار.
- الحصول على العلم النافع.
- كسب الأجر والثواب العظيم.
فوائد الخلق الحسن
- الإصلاح بين الناس.
- التقرب لله سبحانه وتعالى، حيث يعتبر حسن الخلق من أكثر ما يتقرب به العبد إلى ربه.
- الفوز بالجنة، وتحريم جسد صاحبه على النار.
- الفوز بمحبّة الله ومحبّة الناس أجمعين.
- التأليف بين العباد.
- إدراك الشخص حسن الخلق لدرجة الصائم القائم.
- إكرام نفس العبد.
- الحصول على عفو الله وغفرانه.