كيف كان الرسول يعامل الناس

تعامل النبي الكريم مع أهل بيته

كان النبي عليه الصلاة والسلام مثالاً في حسن التعامل والعشرة مع أهله وزوجاته، وقد تجلت عواطفه مع أهله في أسمى معانيها، فقد كان محباً لهم، ينصحهم ويوجههم، يكرمهم ولا يهينهم، يتغاضى عن هفواتهم وزلاتهم، وقد تحدث أنس بن مالك خادم النبي عليه الصلاة والسلام عن صورة من صور تعامله مع أهله حينما قال: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله)،[١] ومن حسن تعامله مع زوجاته أنّه كان يذكر محاسنهن، ويكيل المديح لهن، ويبين فضائلهن، كما كان يحفظ جميلهن حتّى بعد وفاتهن، فقد ظل عليه الصلاة والسلام يذكر السيدة خديجة بالخير مبينا فضلها ومكانتها، كما عرف عنه عليه الصلاة والسلام مدابعته لأزواجه وممازحتهن، والحرص على التخفيف عنهن ومواساتهم في لحظات ضعفهن وانكسارهن.[٢]

تعامل النبي الكريم مع أصحابه

تجلى حسن تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه في صور عدة، فقد كان يجيب دعوتهم، ويزور مريضهم، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويشهد جنائزهم، ويستشعر معاناتهم وآلامهم، ويدعو لهم، ومما جاء في هديه في تعامله مع أصحابه مارواه الصحابي أنس بن مالك قال: (كان يزورُ الأنصارَ ويُسَلِّمُ على صبيانِهم، ويمسحُ رؤوسَهم)،[٣] كما كان من سنته مع أصحابه أنّه كان يستشيرهم في الأمور برغم أنّه رسول الله، ومن صور تعامله مع أصحابه أنّه كان يتألف قلوب بعضهم فيغدق لهم بالعطاء، كما كان حريصاً على تعليمهم شؤون دينهم ودنياهم، ويثني عليهم ويذكر فضائل كل واحد منهم.[٤]

تعامل النبي الكريم مع أعدائه

كان النبي الكريم مثالاً أيضاً في تعامله مع أعداء، فقد عفا عن كفار قريش وصفح عنهم برغم الأذى الذي لاقاه منهم، كما ضرب مثالاً في الصبر على أذى الأعداء في موقفه من أهل الطائف حيث قال لملك الجبال لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً، كما تجلت رحمته وإحسانه مع الأعداء يوم بدر حينما أمر المسلمين بأن يستوصوا بالأسرى خيراً، كما تجلت أخلاقه عليه الصلاة والسلام حينما عفا عمن أراد قتله كما حدث مع فضالة بن عمير الذي بيت نية قتل النبي الكريم وهو يطوف حول الكعبة، فعلم النبي بنيته عن طريق الوحي فاستدار نحوه وضرب صدره حتّى أسلم.[٥]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2328، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  2. “حسن معاملة النبي لأهله وأصحابه”، إسلام ويب، 2015-8-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-24. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4947، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  4. “معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه”، إسلام ويب، 2011-8-17، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-24. بتصرّف.
  5. د. عبدالسلام حمود غالب (2013-9-26)، “نماذج لتعامل الرسول مع الأعداء “، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-23. بتصرّف.