شروط ذبيحة النذر

النذر

إنّ النذر هو عبادة قديمة كانت منذ أيام الجاهلية واستمرت بعد مجيء الإسلام، والنذر لغة كلمة مشتقة من الفعل الثلاثي نذر أي أوجب، فالنذر يعني أن يوجب الإنسان المكلّف البالغ العاقل على نفسه ما هو غير واجب عند حدوث أمر ما يتمناه، وبمعنى آخر هو شيء تملكه بين يديك، ثمّ تقدمه هبةً للفقراء، أو لبناء مسجد، أو مدرسة، أو مستشفى شكراً لله على تمام أمر معين.

ذبيحة النذر

ذبيحة النذر تعني أن يُقسم المرء بالله سبحانه وتعالى بأن يقدم ذبيحة للفقراء، واليتامى، والمساكين بعد تمام شيء ما، مثل: قدوم مولود، أو الحصول على وظيفة، أو شفاء فرد من مرض ما.

شروط ذبيحة النذر

  • أن تكون الذبيحة ضمن الأطعمة التي حلّلها الله سبحانه وتعالى كالشاة، والخروف، والإبل، فيما يحرّم النذر بذبح خنزير مثلاً؛ لأنّ لحم الخنزير محرم شرعاً.
  • أن تكون الذبيحة سليمة الجسد ومعافاة من الأمراض والعيوب.
  • ألا تكون الذبيحة على شفا حفرة من الموت بأن يكون دمها مسفوحاً، كالمخنوقة، والموقوذة أي التي تُضرب بعصا فتموت، أو المتردية أي التي تتدحرج من مكان عالٍ فتموت، أو النطيحة أي التي تُنطح أخرى فتقتلها، أو ما أكلت منها الحيونات المفترسة فماتت بسببها.
  • أن تُذبح الذبيحة في الميعاد المحدد لا قبله ولا بعده، وذلك إذا حدد المرء وقت الذبيحة.
  • أن يذكر الشخص اسم الله قبل الذبح.
  • لا يجوز للناذر الأكل من الذبيحة؛ وذلك لأنّها صدقة، بينما يجوز لأهله وأقربائه ذلك ما لم يحددها للمساكين فقط، فإن حددها فهي لهم كاملة.
  • أن يذبح الناذر ما نذر تماماً، فإذا نذر شاة فيذبح شاة، وإذا نذر بقرة فيذبح بقرة، وإذا غير ذلك فعليه ما نوى، وإذا لم يحدد نوع الذبيحة فأي شيء، فالمهم أن يفي بالنذر بعد حصول المراد فلا يتراجع، ولا يستبدلها بشيء حتى لو كان نقداً يعادل قيمتها بالضبط.

حكم النذر في الإسلام

ذكر الله سبحانه وتعالى النذور في كتابه العزيز حيث قال: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [البقرة: 270]، فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه إلا بعد حدوث المُراد قائلاً: (لا تَنذِرُوا فإنَّ النَّذْرَ لا يَردُّ عنِ القدَرِ شيئًا وإنَّما يُستخرَجُ بهِ من البخيلِ) [صحيح]، ومعنى ذلك أنّ النذر يجب على الإنسان حصل مراده أم لم يحصل، لذلك فهو غير مستحب؛ لأنّ عدم الوفاء به جرّاء عدم حصول المُنى إنما هو سخط على قضاء الله وقدره وفيه إثم.

يجب على المرء أن ينذر على نفسه أمراً صحيحاً ليس مخالفاً للشرع ولا للعرف، فمثلاً لا يجوز أن ينذر المرء على نفسه شرب الخمر إذا أُصيب والده بمكروه على سبيل المثال، فالنذر لا يمنع القدر، وهو بالأول والآخر عبادة لا يجوز للمرء أن يحوّلها إلى معصية، ولا يجوز تعليقها على شرط.