ضوابط عمل المرأة

العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام

ضبط الإسلام العلاقة بين الرجال والنساء بضوابطٍ مهمةٍ تحمي المجتمع من الآفات، وتصون الأعراض فيه، وتسدّ ذرائع الوصول إلى الفواحش، وتُرسي مبادئ العفة، والطهارة، فحرّم الخلوة بين الرجل والمرأة، ومنع الاختلاط لغير حاجةٍ، وأمر بالستر، والحجاب، وغضّ البصر.[١]

ضوابط عمل المرأة

أجاز الإسلام للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل، ولكنّه وضع لذلك ضوابطاً معينةً، واشترط له شروطاً خاصةً لا بدّ للمرأة أن تلتزم بها، وتتأكّد من توفّرها في العمل الذي تقوم به حتى يجوز لها ذلك، وفيما يأتي بيان جانبٍ من تلك الضوابط:[٢]

  • أن يكون المجتمع محتاجاً إلى عملها، أو أن تكون محتاجة هي للعمل، فإن كانت هناك حاجةٌ لعمل المرأة في تدريس البنات مثلاً، أو تطبيب النساء، ونحو ذلك فلا بأس من عملها، وكذلك إن كانت هي محتاجةٌ لمالٍ تُنفق به على نفسها.
  • ألّا يكون في العمل مجالٌ للخلوة بالرجال؛ لأنّ الإسلام أوجب على المرأة البُعد عن الرجال غير المحارم لها، كما حرّم عليها الخلوة بهم، وذلك حرصاً على المجتمع المسلم.
  • أن يكون العمل مناسباً، ومنسجماً مع صفات المرأة، وخصائصها، وما جبلها الله عليه في خِلقتها، فلا تكلّف بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها غير الرجال، كالعمل في المصانع، والمعامل ونحوها.
  • ألّا تكون طبيعة العمل متعلّقةٌ بالولايات العامة؛ كرئاسة الدولة، والقضاء، وإمارة البلاد ونحو ذلك.
  • أن يأذن لها ولي أمرها بذلك العمل، سواءً أكان وليّها أباً، أو زوجاً، أو أخاً، أو نحوه، ولا بدّ أن يُستأذن في كلّ شأنٍ يخصّ الأسرة، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد أرشد المرأة ألّا تخرج إلى الصلاة إلّا بإذن وليها، فيكون استئذان الولي في العمل أولى.
  • أن تلتزم المرأة باللباس الشرعي عند خروجها إلى العمل، ومرورها بالرجال الأجانب.

آداب الحديث بين الرجل والمرأة

إذا وُجدت الحاجة للتواصل والحديث بين المرأة والرجل؛ فلا بدّ من مراعاة جملة من الآداب أثناء ذلك، فيما يأتي بيان بعضها:[٣]

  • الاقتصار في الحديث على القدر المطلوب، فلا يتشعّب الكلام بينهما، ويتوسّعان في الحديث حول ما لا يتعلّق بموضوعهما الأصلي، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- خير مثالٍ على ذلك، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في قصة الإفك كيف تعامل معها صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- يومها، حيث قالت: (فأصبحَ عندَ منزلي، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني، وكان رآني قبلَ الحجابِ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه).[٤]
  • ترك التحديق الطويل في الطرف الآخر، والحرص على غضّ البصر وعدم إطلاقه، مع العلم بأنّه لا حرج في النظر الخفيف لأجل إتمام الحديث.
  • الحرص على عدم الخضوع في القول، ومثال ذلك ترقيق نبرة الصوت، أو التلطّف في الكلام، فالأصل فيهما أن يتحدّثا بالنبرة والصوت الطبيعي لكلٍّ منهما.
  • تجنّب استخدام العبارات أو الألفاظ التي فيها خصوصيةٌ لأحد الجنسين، أو العبارات التي تشير إلى شيءٍ من الغراميات ونحوها من المعاني.

المراجع

  1. “حدود التعامل بين الرجل والمرأة “، www.ar.islamway.net، 2009-12-11، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  2. فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن سعد آل خنين (2015-6-24)، “ضوابط عمل المرأة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  3. “آداب الحديث مع النساء”، www.islamqa.info، 2011-12-13، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-27. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4141، صحيح.