كيف تصلى صلاة الشفع والوتر

السنة

السّنّة هي كل ما ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، ولأنّ رسولنا قدوتنا علينا أن نتّبعه في كلّ أعماله وعباداته، ونحاول أن نحذو حذوه. من السّنن المعروفة لدى الجميع صلاة الشفع والوتر، ولكن قد يصعب على البعض التّمييز بينهما؛ فصلاة الشّفع هي صلاةٌ يصلّي فيها المسلم ركعتين أو أربع أو ست أو أيّ عددٍ زوجي، فالشّفع في اللّغة يعني شيء زوجي، و أمّا الوتر فهو خلاف الشّفع وهو الفرديّ وهو سنةٌ مؤكدةٌ يصلّي فيها المرء ركعةً أو أيّ عددٍ فرديٍّ من الرّكعات ويختتم بها صلوات يومه.

حكم صلاة الشفع والوتر

صلاة الوتر هي سنّةٌ مؤكدة ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، حثّ عليها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ فعن عليّ – رضي الله عنه أنّه قال:( إنّ الوتر ليس بحتم – أي لازم – كصلاتكم المكتوبة، ولكنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوتر، ثم قال: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحبّ الوتر”). وأما صلاة الشفع وحدها فهي ليست اسماً للصلاة بل هي صفة لها، وهي مستحبةٌ وليست سنةٌ مؤكدة.

كيفيّة أداء صلاة الشفع والوتر

بعد الانتهاء من صلاة العشاء على المسلم أن يُصلّي ركعتين ومن ثم يسلم؛ حيث يقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى وسورة الفاتحة و سورة الكافرون في الركعة الثانية، ومن ثم يُسلّم وتسمى هاتان الركعتان بالشفع، ومن ثمّ يصلّي ركعةً واحدةً ويقرأ سورة الفاتحة وسورة الإخلاص ومن ثم يسلم، وتُسمّى هذه صلاة الوتر. عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبّح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد”.

يستطيع المُسلم أن يُصلّي ثلاث ركعاتٍ متتالية من دون أن يتشهّد أو أن يُسلّم في الركعة الثانية كي لا تتشبّه هذه الصلاة بصلاة المغرب وتكون هذه صلاة الوتر، كما وبإمكانه أن يزيد عدد الركعات كأن يُصلّي خمس أو سبع ركعات أو أيّ عددٍ فردي، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ” الوتر حق على كلّ مسلم، من أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل” رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وابن حبان وصححه.

فضل صلاة الشّفع والوتر

قد يستخفّ النّاس بسنن رسولنا الكريم ولا يواضبون عليها بينما هي مهمّةٌ جدّاً لنكسب شفاعة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة بإذن ربّه، وتظهر أهمّية صلاتي الشّفع والوتر في القرآن فقد ذكرها في محكم آياته قال الله تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)) صدق الله العظيم.

قيام اللّيل والوتر

أوصى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن نختتم يومنا بركعة الوتر، أي أن يصلّي المسلم كلّ النّوافل والصّلوات ومن ثم يختتم بصلاة الوتر، أما إذا صلّى المرء صلاة الوتر في أوّل اللّيل ثم نوى بعد ذلك أن يصلّي قيام اللّيل في الربع الأخير من اللّيل فليس عليه أن يعيد صلاة الوتر بعدها لأن الرّسول أوصانا أن لا نصلّي صلاة الوتر مرّتين في اللّيلة الواحدة.