فضل صلاة القيام

القيام

القيام لغة مصدر مشتق من الفعل الثلاثي قام أي صلى، وأمّا اصطلاحاً فيعني قضاء الليل كله أو جزءاً منه بالتوجه لله سبحانه وتعالى بسائر العبادات المشروعة من صلاةٍ، ودعاءٍ ومناجاةٍ، واستغفارٍ، وذكرٍ لله، وصلاةٍ على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقراءةٍ للقرآن بما تيسر غيباً أو عن المصحف. ويمتد وقت القيام من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر بنحو ربع ساعة، وقد ورد قولٌ آخر يقول إنّها تمتدّ من بعد صلاة الغرب إلى وقت الفجر على اعتبار أنّ وقت المغرب ليل عرفاً وشرعاً. وفي ما يتعلق بقيام الليل في الصلاة فلم يتمّ تحديد عدد ركعات لها، غير أنّ الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنّه لم يزد في قيامه عن ثلاث عشرة ركعة حسب ما روته عائشة رضي الله عنها.

فضل صلاة القيام

  • الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونيل شفاعته يوم القيامة.
  • أفضل الصلاة بعد الفريضة فلا يخالطها رياءٌ ولا مباهاة، فتكون خالصة لله تعالى، ويزداد أجرها في ليالي الشتاء الباردة إذ يترك المؤمن فراشه ولذة نومه إرضاءً لله.
  • تبعث النور والضياء على وجه المداوم عليها.
  • فيها ساعة لا يرد فيها الدعاء، وتبدأ في الثلث الأخير من الليل، أي تقريباً قبل الفجر بنحو أربع ساعات، إذ ينزل الله إلى السماء الأولى فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مستغيث فأغيثه.
  • تعد نافلة يثاب فاعلها في الدنيا والآخرة، فيحبه الله ويصير سمعه الذي يسمع به؛ فلا يسمع إلّا خيراً، وبصره الذي يرى به؛ كناية عن إلهامه بعد النظر، والحكم الرشيد والرأي السديد، ويده التي يبطش بها فلا يفعل إلّا خيراً، ورجله التي يمشي بها فلا تذهب إلى الحرام أبداً.
  • سبب من أسباب دخول الجنة واجتناب النار، فقد روي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: (يا أيها الناسُ أَفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ؛ تدخُلوا الجنَّةَ بسلامٍ) [صحيح].
  • جبر نقائص الفروض الناتجة عن الرياء، أو الشرود الذهني أثناء الصلاة، أو تأخير موعد أدائها.

الفرق بين القيام والتهجد

هناك اختلاف بسيط بين العبادتين وهو أنّ القيام يبدأ في الليل دون قيد أو شرط، بيد أنّ التهجد يشترط فيه أدء الصلاة بعد النوم، فقد قال الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيِّ: (عنِ الحجَّاجِ بنِ عمرٍو قالَ: يَحسَبُ أحدُكُم إذا قامَ منَ اللَّيلِ يصلِّي حتَّى يُصْبِحَ أنَّهُ قد تَهَجَّدَ، إنَّما التَّهجُّدُ أن يصلِّي الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، ثمَّ الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، وتلكَ كانت صلاةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) [إسناده حسن].