كيف تقلع عن التدخين بالطريقة النيويوركية؟

يسمح لسكان نيويورك فقط فوق سن ال 21 بشراء السجائر بشكل قانوني. في مقالة حول هذا الموضوع التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، تشير جولي توركوفيتش الى التشديد التدريجي في العقد الأخير لسياسة مدينة نيويورك ضد منتجات التبغ المختلفة. كيف نقلع عن التدخين بالطريقة النيويوركية؟

كيف تقلع عن التدخين بالطريقة النيويوركية؟

 تضاف هذه الخطوة إلى سلسلة من الخطوات الأكثر صرامة الأخرى مثل حظر التدخين في الأماكن العامة، حظر تخفيض اسعار منتجات التبغ، فرض الضرائب الباهظة ورفع سعر علبة الدخان الى عشر دولارات ونصف. مدينة نيويورك اليوم تعتبر نفسها المدينة الرائدة في العالم في قوانين مكافحة التدخين. كيف نقلع عن التدخين على طريقة نيويورك!

كما تشير الكاتبة إلى أن المسؤولين في المدينة يدعون أن هذا التشريع يهدف لإنقاذ الأرواح ومنع الإدمان في سن مبكرة. حيث انخفضت نسبة المدخنين من الشباب في مدينة نيويورك من 17.6٪ في عام 2001 إلى 8.6٪ في عام 2007، وهي فترة اتباع السياسات الأكثر صرامة ضد التبغ ومنتجاته.

ما الشيء الذي لم يكتب بعد عن الآثار الضارة للتدخين؟

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة للأمراض والوفيات. وقد تم ربط التدخين بعشرات من الأمراض البدنية، بما فيها – أمراض القلب، أمراض الرئة، السرطان والشيخوخة المبكرة لجلد الوجه. منذ عقود و وزارات الصحة والمنظمات الأخرى في جميع أنحاء العالم تعمل على نشر الحقائق المرة حول الآثار الضارة للتدخين وتشجعنا باستمرار على التوقف في أي عمر، من أجل الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين.

لماذا، على الرغم من التحذيرات، نواصل التدخين؟

لانه وببساطة الإدمان على السجائر هو إدمان معقد ، جسدي ونفسي معا.

 يحدث  الإدمان الجسدي بسبب النيكوتين الموجود في السجائر. عندما يستنشق شخص الدخان من السيجارة، يتم امتصاص النيكوتين من خلال الأوعية الدموية الموجودة في الرئتين مباشرة الى الدماغ. وفي الدماغ يرتبط بالمستقبلات النكوتينيه ويؤثر على العمليات المختلفة، التي أهمها هو تحرير الدوبامين. والدوبامين هو الناقل العصبي الذي يسبب لشعور المتعة، الفرح والسعادة. هكذا، عمليا، تبدأ دورة الإدمان. فالشخص يدمن على شعور المتعة ويجب تزويده به أثناء النهار حتى لا يعاني من الشعور بالفطام. عندما يحاول شخص الإقلاع عن التدخين فانه يواجه مشاعر غير مريحة، حالات مزاجية سلبية، قلق وتوتر.

أما الإدمان النفسي يبدأ مع الشعور الجيد الذي يسببه النيكوتين – الشعور بالمتعة والسعادة التي يبحث المدخن للعودة اليها. مكونات الإدمان كثيرة بدءا من عادة حركة اليد، شعور استنشاق الدخان، والشعور الحسي أثناء تدخين السيجارة.

كما يربط المدخن بين عملية التدخين ولحظات معينة (مثل تدخين السجائر مع القهوة)، للأنشطة اليومية والاجتماعية، حتى لا تبقى هناك أنشطة أو حالات التي لا يحتاج فيها المدخن لسيجارة. فهو يشعلها قبل وبعد تناول وجبة الطعام، مع القهوة، في الفرص بين ساعات العمل، في أوقات الملل، الغضب، التوتر، الحزن وغير ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أضرار السجائر لا يشعر بها على المدى القصير، مثل العديد من المخدرات الأخرى، وانما بعد سنوات طويلة من الاستخدام، وبذلك فان مخاطر التدخين لا تنجح في “التهديد” من الناحية النفسية على المستخدم.

كيف تقلع عن التدخين؟ هناك طرق لا حصر لها ..

تقنيات تعديل السلوك، الوخز بالإبر، الأدوية، العلاج النفسي، التنويم المغناطيسي وغير ذلك الكثير. وتركز هذه الأساليب على الإقلاع عن التدخين على المستوى الفردي لدى الشخص نفسه. ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن التشريعات على مستوى الدولة يمكن أن تقلل من نسبة المدخنين. فبرامج التدخل هذه للإقلاع عن التدخين لا تتطلب تغيير السلوك لدى شخص واحد فقط، وانما تؤثر على النظام البيئي الذي يعيش فيه، ونتيجة لذلك، نسبة مئوية معينة من الناس يتوقفوا عن التدخين. وخير مثال على ذلك يأتي من ولاية نيويورك التي أظهرت انخفاضا الى النصف في عدد المدخنين خلال بضع سنوات فقط بواسطة تشريع قوانين مكافحة التدخين.

ما هو مؤكد أن التدخين هو واحد من السلوكيات الأكثر خطورة وشيوعا وأن سن القوانين هي طريقة غير مباشرة لكنها فعالة في خفض نسبة المدخنين.


من قبل
ويب طب –
الأحد 9 تشرين الثاني 2014


آخر تعديل –
الاثنين 9 تشرين الأول 2017


المرجع : webteb.com