الأطفال والتلفاز: الحدّ من وقت جلوس طفلك أمام الشّاشة

في كثير من الأحيان تجد الطفل متسمراً أمام شاشة التلفاز، فما هي آثار قضاء وقت كبير أمام الشاشة؟ وكيف نفرض الحدود المعقولة؟

الأطفال والتلفاز: الحدّ من وقت جلوس طفلك أمام الشّاشة

هل يقلقك مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفاز أو أفلام الكرتون أو اللعب بالهاتف الذكي أو الكمبيوتر، أو ألعاب الفيديو؟

على الرغم من أن بعض الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة يمكن أن يكون تعليمياً ومفيداً أحياناً، إلا أنه من السهل أن يذهب أدراج الرياح. ألق نظرة على هذا الدليل الذي يدور حول الأطفال ومشاهدة التلفاز، بما في ذلك ما يمكنك القيام به للحفاظ على نقاء الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشة وليظل تحت المراقبة.

تأثير مشاهدة التلفاز مطولاً

إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لا تشجع استخدام الوسائط من قِبل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين؛ وتوصي بالحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال الأكبر سناً أمام الشاشة بحيث لا يزيد عن ساعة أو ساعتين في اليوم. حيث اقترنت الكثير من المشكلات بالإفراط في الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة منها:

  • السمنة، كلما كان طفلك أكثر مشاهدة للتلفاز، زاد خطر إصابته بالسمنة. كما أن وجود جهاز تلفاز في غرفة نوم الطفل يزيد أيضاً من هذا الخطر. كما يمكن للأطفال أن يشعروا بشهية لطعام غير مرغوب فيه يتم الترويج له في الإعلانات التليفزيونية، فضلاً عن الإفراط في تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز.
  • عدم انتظام النوم، كلما كثر الوقت الذي يشاهد فيه الأطفال التلفاز، فسوف يعانون غالباً من مشكلات في النوم أو مواعيد نوم غير منتظمة. في المقابل، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى التعب وزيادة تناول الوجبات الخفيفة.
  • المشكلات السلوكية، إن طلاب المدارس الابتدائية الذين يقضون أكثر من ساعتين يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الكمبيوتر هم الأكثر عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية والانتباه. وكذلك ألعاب الفيديو اقترنت بزيادة مخاطر مشاكل الانتباه لدى الأطفال، والإفراط في مشاهدة التلفاز في سن الرابعة مرتبط بالتنمر في سن السادسة إلى الحادية عشرة.
  • ضعف الأداء الأكاديمي، يميل طلاب المدارس الابتدائية الذين لديهم أجهزة تلفاز في غرف نومهم إلى أداء أسوأ في الاختبارات مقارنة بأولئك الذين ليست لديهم أجهزة تلفاز في غرف نومهم.
  • العنف، قد يؤدي التعرض إلى الكثير من العنف عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ خاصة على شاشة التلفاز؛ إلى عدم مبالاة الأطفال بالعنف. نتيجة لذلك، يتعلم الأطفال قبول السلوك العنيف كوسيلة طبيعية لحل المشاكل.
  • قلة الوقت للعب المفيد، يؤدي الإفراط في الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة إلى قلة وقت ممارسة الأنشطة المفيدة، ما يسميه البعض اللعب الإبداعي.

نصائح لتقليل مشاهدة التلفاز

إن مجموع فترة مشاهدة طفلك للتلفاز وما إلى ذلك قد يكون أكبر مما كنت تدرك. فابدأ بمراقبة ذلك وتحدث مع طفلك عن أهمية الجلوس فترة أقل والتحرك فترات أكثر. علاوة على ذلك، وضح قواعد فترة مشاهدة الشاشة؛ والعواقب المترتبة على كسرها. في هذه الأثناء، اتخذ خطوات بسيطة للحد من فترة مشاهدة الشاشة. على سبيل المثال:

  • أوقف تشغيل التلفاز عند عدم وجود أي مشاهد أمامه، في حالة تشغيل التلفاز؛ حتى لو لم يكن هناك أحد يشاهده؛ من المحتمل أن يجذب انتباه الطفل، إذا كنت غير مهتم بمشاهدة عرض معين، فأوقف تشغيل التلفاز.
  • احرص على إبقاء أجهزة التلفاز والكمبيوتر خارج غرف النوم، فالأطفال الذين لديهم أجهزة تلفاز في غرف نومهم يشاهدون التلفاز أكثر من الأطفال الذين ليس لديهم هذه الأجهزة في غرف نومهم، راقب فترة مشاهدة طفلك للشاشة ومواقع الويب التي يزورها عن طريق إبقاء أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر في منطقة مشتركة في منزلك.
  • لا تأكل أمام التلفاز، إن السماح لطفلك بتناول الطعام أو تناول وجبة خفيفة أمام التلفاز يزيد من الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة. كما تشجع هذه العادة السيئة أيضاً على المضغ بلا وعي، والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • قم بإرساء قواعد اليوم الدراسي، يعاني معظم الأطفال خلال الأسبوع الدراسي من قلة وقت الفراغ، فلا تدع طفلك يقضي كل الوقت أمام الشاشة خاصة أثناء الدراسة. وتجنب أيضاً استخدام فترة مشاهدة الشاشة كمكافأة أو عقاب، فقد يؤدي هذا إلى أن تبدو فترة مشاهدة الشاشة أكثر أهمية للأطفال.
  • تحدث إلى مقدمي خدمات الرعاية للطفل، شجع أقاربك المحيطين بطفلك على الحد أيضاً من الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشة.
  • شجع على ممارسة الأنشطة الأخرى، بدلاً من الاعتماد على قضاء الوقت أمام الشاشة كوسيلة للترفيه، ساعد طفلك على البحث عن أنشطة أخرى للقيام بها، مثل القراءة، أو لعب الرياضة، أو المساعدة في أعمال المطبخ أو محاولة الألعاب المنزلية.
  • كن قدوة صالحة، كن قدوة صالحة عن طريق الحد من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة.
  • افصله، إذا أصبح الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة مصدراً للتوتر في عائلتك، فافصل التلفاز، أو أوقف تشغيل الكمبيوتر أو ضع الهواتف الذكية أو ألعاب الفيديو بعيدًا لفترة من الوقت. يمكنك تخصيص يوم واحد في الأسبوع أو الشهر كيوم خالٍ من الجلوس أمام الشاشة لجميع أفراد الأسرة. لمنع مشاهدة التلفاز بدون إذن منك، ضع قفلاً على مقبس الكهرباء الخاص بالتلفاز.

كن مشاركًا نشطًا

عندما يأتي وقت جلوس طفلك أمام الشاشة، اجعله وقتاً مفيداً قدر الإمكان:

  • خطط لما سيقع عليه نظر الطفل، بدلاً من التقليب بين القنوات، احرص على مشاهدة مقاطع الفيديو أو البرامج عالية الجودة. فكر في استخدام إعدادات المراقبة الأبوية على التلفاز وأجهزة الكمبيوتر. تعرف على ألعاب الفيديو وتطبيقات الهواتف الذكية قبل السماح لطفلك للعب بها.
  • شارك طفلك في المشاهدة، احرص على مشاهدة البرامج مع طفلك قدر الإمكان؛ وتحدث حول ما تراه، مثل القيم الأسرية أو العنف أو تعاطي المخدرات. إذا رأيت إعلاناً للوجبات السريعة، فبين له أنه ليس لمجرد أنه يظهر على شاشة التلفاز أن ذلك يعني أنه جيد له.
  • سجل البرامج وشاهدها في وقت لاحق، يسمح هذا لك بأن تقدم سرعة العرض عند ظهور الإعلانات التجارية لبيع لعب الأطفال والوجبات السريعة وغيرها من المنتجات، وعند مشاهدة البرامج المباشرة، استخدم زر كتم الصوت أثناء عرض الإعلانات التجارية.
  • شجع على قضاء وقت نشيط أمام الشاشة، حبب طفلك في ممارسة تمارين الإطالة أو القيام ببعض أنشطة التأمل والاسترخاء أثناء مشاهدة عرض ما، ضع تحدياً لأفراد عائلتك لمعرفة من الذي يمكنه ممارسة تمارين القفز أكثر خلال الفاصل الإعلاني. اختر ألعاب الفيديو التي تشجع النشاط البدني.

قد يكون من الصعب البدء تحديد الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشة. ومع ذلك، فهو أمر يستحق المجهود. من خلال إرساء قواعد أسرية جديدة وإجراء تغييرات صغيرة في روتين طفلك بشكل ثابت، يمكنك الحد من الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة ومن آثاره.


من قبل
ويب طب –
الخميس 8 حزيران 2017


المرجع : webteb.com