الشرث: تورم قد يصيب أصابعك في الطقس البارد

ما هي حالة الشرث؟ ما هي أسباب هذه الحالة وما هي أعراضها؟ وهل هي حالة خطيرة أم أنها مجرد مشكلة صحية عابرة؟ معلومات هامة في هذا المقال.

الشرث: تورم قد يصيب أصابعك في الطقس البارد

حالة الشرث هي مشكلة صحية تعرف بعدة أسماء مختلفة، مثل: تثليج الأطراف (Chilblains)، والتثليج (Pernio) فلنتعرف عليها عن كثب في ما يأتي:

ما هي حالة الشرث؟ 

يعد الشرث نوعًا من أنواع الالتهابات الوعائية (Vasculitis) الموضعية والتي قد تصيب مناطق معينة من الجسم غالبًا كرد فعل غير طبيعي من قبل الأوعية الدموية الموجودة في الجلد على الأجواء الباردة أو الظروف الرطبة، لا سيما عند التعرض لهذه الظروف بشكل متكرر، إذ قد يظهر الشرث على الجلد بعد عدة ساعات فقط من التعرض للهواء البارد.

يظهر الشرث على هيئة نتوءات جلدية متورم وقد تكون ملتهبة ومثيرة للحكة، ويتركز ظهوره عادة على الجلد في مناطق الأطراف بشكل خاص، لا سيما محيط أصابع اليدين والقدمين، وقد يظهر الشرث كذلك على الجلد في مناطق أخرى من الجسم، مثل: الأنف، والشحمة الأذن.

قد يحتاج الجلد فترة تتراوح بين عدة أسابيع وعدة أشهر حتى يتعافى تمامًا من الشرث، وفي بعض الحالات قد تعاود هذه المشكلة الصحية الظهور بشكل موسمي مع قدوم فصل الشتاء، إذ قد تبقى المناطق الجلدية التي سبق وأن أصيبت بالشرث حساسة بشكل خاص تجاه البرودة.

في بعض الحالات الحادة وغير الشائعة، قد تتحول النتوءات المرافقة للشرث إلى تقرحات، كما من الممكن لهذه الحالة أحيانًا أن تحفز الإصابة بمضاعفات معينة إن لم يتم علاجها بطريقة صحيحة، مثل المضاعفات الآتية: الالتهابات، والندوب.

هل الشرث هو ذاته عضة الصقيع؟

الشرث هو مشكلة صحية مختلفة عن حالة عضة الصقيع (Frostbite)، فعلى عكس عضة الصقيع يعد الشرث مشكلة صحية عابرة لا تسبب غالبًا للمريض أية أضرار دائمة، كما أن ظهور الشرث يرتبط غالبًا بأجواء باردة بعض الشيء ولكنها ليست متجمدة أو شديدة البرودة، أي أنها أجواء تتجاوز فيها حرارة الجو درجة الصفر.

أسباب ظهور الشرث

يرتبط ظهور الشرث غالبًا بتعرض الجسم للهواء البارد أو للرطوبة، فعندما يتعرض لظروف باردة، تبدأ الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد بالانقباض كآلية يتبعها الجسم في محاولة منه لحفظ الحرارة في الجلد، وعندما تصبح الأجواء في محيط الجلد دافئة تعود الأوعية الدموية لتتسع من جديد.

ولكن قد يتسبب انقباض ومن ثم توسع الأوعية الدموية مع تغير الحرارة من البرودة للدفء في تحفيز تسرب الدماء خارج الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة، لا سيما إذا ما حصل تغيير الحرارة المذكور بشكل مفاجئ، فهذا التغيير المفاجئ قد يؤدي بدوره لحصول تدفق دموي قوي قد يصعب على الأوعية الدموية الموجودة قرب سطح الجلد استيعابه، مما قد يؤدي لظهور الشرث. 

عوامل الخطر للإصابة بالشرث

هذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بالشرث:

  • الحساسية غير المعتادة تجاه الظروف الباردة.
  • امتلاك بشرة ذات طبيعة حساسة
  • الانتقال من البرودة إلى الدفء بشكل مفاجئ. 
  • الإصابة بمشكلات صحية معينة، مثل: ضعف الدورة الدموية، والذئبة، ومرض رينود (Raynaud’s disease).
  • الجنس، حيث تعد هذه المشكلة أكثر شيوعًا بين النساء. 
  • العيش في منازل باردة وجافة أو التعرض المستمر للأجواء التي تتسم بالجفاف والبرودة والرطوبة.
  • عوامل أخرى، مثل: التدخين، وانخفاض وزن الجسم عن المعدلات الطبيعية، والوراثة، وسوء التغذية، وارتداء الأحذية الضيقة.

أعراض الشرث 

عادة ما تظهر أعراض الإصابة بهذه الحالة بعد التعرض للأجواء البراد بفترة قصيرة، وهذه أبرزها:

  1. تورم وتغير لون المنطقة المصابة إلى لون أحمر أو لون أزرق داكن.
  2. شعور بالحرقة أو بالحكة الجلدية في المنطقة المصابة.
  3. ظهور التقرحات في بعض الحالات النادر على المنطقة المصابة.

قد تحتاج هذه الأعراض عدة أسابيع ليتعافى الجلد منها، ولكن وفي بعض الحالات النادرة قد تستغرق عملية التعافي عدة أشهر.

تشخيص الشرث 

يتم تشخيص هذه الحالة غالبًا من خلال: 

  1. قيام الطبيب بتفحص المنطقة المصابة بعد أن يعلمه المريض بأن المشكلة قد ظهرت لديه إبان تعرضه لظروف باردة أو رطبة. 
  2. إخضاع المريض لبعض الفحوصات لاستبعاد إصابته ببعض المشكلات الصحية الأخرى التي قد تسبب ظهور أعراض شبيهة بالشرث.
  3. إخضاع المريض لفحوصات أخرى، مثل: فحوصات لتحري قوة الدورة الدموية في الجسم، والخزعة الجلدية.  

علاج الشرث 

هذه هي الإجراءات التي يتم اللجوء إليها عادة لاحتواء حالات الشرث وتسريع تعافيها:

  • تدفئة الجسم عمومًا واليدين والقدمين بشكل خاص، وذلك باستخدام القفازات والجوارب الدافئة. وهذه الطريقة هي طريقة العلاج الرئيسة للحالة.
  • تجنب الآتي: التعرض للأجواء الباردة، والقيام بحك أو خدش المنطقة المصابة، والتدخين.
  • تعقيم المنطقة المصابة بمواد طبية مطهرة (Antiseptic) وتطبيق الضمادات عليها لخفض فرص إصابتها بالالتهاب.
  • اللجوء إلى بعض أنواع الأدوية والمراهم إذا لم تجدِ الطرق المنزلية نفعًا، مثل هذه الأدوية: الستيرويدات القشرية الموضعية، والنيفيديبين (Nifedipine).

متى يجب استشارة الطبيب بشأن الشرث؟ 

على الرغم من أن الشرث قد يتعافى تلقائيًّا في العديد من الحالات دون الحاجة للجوء للطبيب، إلا أنه يفضل استشارة الطبيب فورًا في الحالات الآتية:

  1. ظهور أعراض حادة أو إذا تكررت الإصابة بالحالة عدة مرات.
  2. عدم تحسن حالة المنطقة المصابة على الرغم من مرور عدة أسابيع على الإصابة.
  3. ظهور علامات دالة على الالتهاب في المنطقة المصابة، مثل: تكون القيح، وشعور المريض بضعف عام، وتورم الغدد، والإصابة بالحمى.

من قبل
رهام دعباس

الثلاثاء 20 نيسان 2021


المرجع : webteb.com