صفات الله الواردة في حديث أشج عبد القيس
صفة محبة الله لعباده
من
صفات الله تعالى
الواردة في حديث أشج عبد القيس هي صفة محبة الله لعباده ، ثمت وجهة نظر عامة خاطئة بأن الله سبحانه وتعالى هو إله الغضب ، ويسعى لعقاب أولئك الذين يعصونه ، ولكن هذا خطأ ، حيث تباشر كل سورة في القرآن بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم ، وهاتان السمتان الرحمن والرحيم من
صفات الله الحسنى
وتشتقان من لفظ رحم أي رحم الأم وتشيران إلى الحب ، فلا يوجد أم تكره ولدها أو تشفق عليه.
ومن دلالات حب الله لعباده ورحمته بهم أنه حينما كان عمر بن الخطاب يتحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان معهم جماعة من الإناث والفتيان الذين تم أسرهم بعد القتال ، وكانت من بينهم سيدة تبحث عن طفلها ، فلما رأت طفلها ، ضمته إلى حضنها وباشرت بإرضاعه ، وحينها قام الرسول بسؤال أصحابه هل تشكون أن هذه السيدة ستلقي فتاها في النار؟ ، فقالوا لا والله ما لم يكن أمامها خيار غير ذلك ، فأبلغهم النبي إن الله ذو رحمة بعباده أكثر من رأفة هذه الأنثى بغلامها ، ويأتي القرآن بذكر مستويين من محبة الله تعالى لعباده أحدهما الرحمة والثاني هو الحب المحوري.
المستوى الأول من محبة الله
إن لله رحمه في كل شيء وكل شخص ، حيث أن رحمته عز وجل أحاطت بكل شيء ، فهو يسخر الرزق لكافة الناس حتى أولئك الذين ألحدوا به ، وعلى الرغم من ذنوبنا وخطايانا ، فإنه يمنحنا الغذاء والهواء والملجأ والعافية والمعيشة ، وهذا هو الدافع في أن القرآن مرارا ما ينوه إلى المطر بالرأفة ، ولو شاء الله أن يجازي الناس بما يعملونه من ذنوب والمعاصي لما ترك على وجه الأرض كائن حي ، وأبدلهم بأناس يحبهم ويحبونه ، ومع أن لله 99 تسميتا في الإسلام و التي تعرف ب
اسماء الله الحسنى
، ولكنه من المثير للاكتراث بهيئة خاصة أنه انتقى أن يستهل كل سورة في القرآن بتذكير المطالع باثنين فقط من اسمائه ، وهما الرحمن والرحيم ، وذلك لأن التأثيرات الأولى هامة لدرجة كبرى وتترك تأثيرا بشكل دائم لدى الناس ، وقد كان باستطاعة الله انتقاء أي اسم آخر ، ولكنه يبتغي أن يوصل للقارئ أنه محب وحنون ومتسامح ومهيأ دائمًا لقبولك بغض النظر عن عدد الذنوب التي تقترفها ، ولذا يجب على كل مسلم أن يتدبر
اسماء الله الحسنى ومعانيها وفوائدها
.
المستوى الثاني من محبة الله
أما المستوى الثاني فهو الحب ، وهذا الحب مكرس لمن يطيع أوامر الله ، وللوصول إلى هذا المستوى من الحب ، يجب على المرء أن يطيع الله ويتبع تعاليمه ، فمن يحب الله سيتبع أوامره ويبتعد عن نواهيه ، ونتيجة لذلك فإن الله سيحبه ويغفر له ذنوبه ، فلا مكان للذين كفروا عند الله ، ولا يوجد مكان واحد في القرآن يقول إن الله يكره أحداً ، إنها تقول فقط أن الله لا يحب أنواع معينة من الناس مثل الظالمين والمتغطرسين والكذابين. [1]
ما قصة الأشج عبد القيس
الأشج هذا كنية له ؛ وذلك لشجة فيه أي إصابة شديدة في فمه ، وأما مسماه فقد تباينوا فيه مرارا ، وكذلك أيضاً تخالفوا في مسمى أبيه ، فجزأ منهم يقول هو المنذر ، وجزأ آخر يزعم أنه ابن الحارث ، وقسم منهم يقول ابن عامر ، وإلى غير ذلك من المقولات ، وعبد القيس هم قوم كانت مساكنهم في جهة المشرق في دائرة الإحساء في الجزيرة العربية ، وما والاها ، وهي حاليا البحرين ، وممتدة حاليا لمناطق تضم مدنًا كثيرة اليوم.
ودافع ظهور هذا الحديث ، أنه عندما جاء الأشج عبد القيس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهله من بني عبد القيس ، فإنهم لم يتحكموا في أنفسهم عند وصولهم إلى المدينة ، فذهبوا إلى رسول الله تاركين وراءهم حيواناتهم ، ولم يغيروا ملابس السفر بأخرى ، ولم يكونوا مستعدين للقائه حتى ، و سبب ذلك أنهم كانوا شغوفون برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما دخل الوفد عليه صلى الله عليه وسلم انحنوا وقبّلوا يديه ورجليه ، ولم يتم معرفة أن أي موفد جاء على النبي صلى الله عليه وسلم وفعل مثل ما فعلوا ، أما الأشج فبقي في سروجهم ، وعقل دابته ، وقام بتغيير ملابسه ، لكي يستعد للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قام الأشج بالتأخر عن أصحابه ودخل على النبي متأخرا ، فبعد دخوله احترمه النبي صلى الله عليه وسلم وقربه منه ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الله أعطاك خصلتان يحبهما الله وهما الحلم والصبر ، فهتان الصفتان تتحقق به ، وقد سأل الأشج هل الله خلقه بهم ، أم هو من اكتسبهما ، فأخبره النبي أن الله خلقهم فيه.
والحلم سوغه بضع من آل العلم على أنه العقل ، ويعرف بأنه النُّهى ، وبعضهم يعرفه باللب ، فبضع من أهل العلم يقولون إن قوله صلى الله عليه وسلم هنا الحلم تعني أن فيك رجاحة عقل ، والبعض يقول الحلم هو المعروف ، وهو الشخص الذي يقوم بترك ذاته عن دواعي الغضب ، وأما الأناة والصبر فيقصد بها عكس العجلة ، وهي بمدلول التؤدة ، والتروي ، والإبصار في الأحوال والنتائج من قبل أن يأتي الفرد على القول أو الفعل فلا يتعجل.
وإذا كان الله عز وجل يحب التعقل والأناة ، فهذا يعني أن ما خلاف ذلك لا يحبه الله تبارك وتعالى ، فالله يمقت الاستعجال في الأحوال ، والتهور والاندفاع ، وكذلك أيضاً الطيش والتسرع في الغضب والانفعال وما شابه هذا ، فالله عز وجل رفيق يهوى الرفق ، واذا كان الله يحبه فإنه يجزي عليه ، فإنه يمنح على الرفق ما لا يمنحه على القسوة ، وأيضاً يتمكن الإنسان من الوصول إلى هدفه بالرفق بعيداً عن دواعي القوة والانفعال ، فالرفق لا يتواجد في شيء إلا زينه. [2] [3]
من صفات الله تعالى
يتحتم على كل مكلف الدراية ب
صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
والإيمان التام بها ، ومعرفة
الفرق بين اسماء الله وصفاته
، وصفات الله كالتالي [4]
- الوجود ، فيجب الإيمان بوجود الله ، فلا ريب في كونه موجود ، فهو حاضر بلا موقع ، والزمن لا ينقضي على الله
- الوحدانية ، فالله أحد لا مشارك له ، وهو واحد في ذاته وسماته وأعماله
- القدم ، فالله أبدي ؛ ليس هناك مستهل لكينونته ، فهو حاضر منذ ما قبل الخلق
- الخلود ، فالله دائم ووجوده لا يتناهى ولا يردى
- عدم احتياج الآخرين ، لا يعوز الله شيئًا من خلقه وهم قاطبة معوزون إليه
- القدرة ، إن لله نفوذ على كل شيء
- الإرادة على كافة ما يطرأ في الدنيا
- العلم ، فالله مطلع على كل شيء قبل وقوعه
- السمع ، إن الله يسمع كل شيء بلا أذن ولا عضو آخر
- البصر ، يبصر الله كل ما يرى بلا عين أو أي عضو آخر
- الحياة ، الله حي بلا روح ولا جلد ولا فؤاد ، وحياته ليست مماثلة لحياتنا ، فهو حي لا يتوفى
- الكلام ، كلام الله بلا لسان ولا شفة ، وكلامه ليس بلغة ، ولا يماثل كلام البشر
- عدم التشابه مع المخلوقات [4]