أشعار للأصحاب
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
- يقول ابن الرومي:
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
-
-
-
-
- تجري مودَّتُهُمْ معَ الأنسابِ
-
-
-
مازلتُ بينهُمُ كأني نازلٌ
-
-
-
-
- في منزل من صحّةٍ وشبابِ
-
-
-
أُكفَى وأُعفى غيرَ ما مُتجشِّمٍ
-
-
-
-
- تعباً ولا نصباً من الأنصابِ
-
-
-
آثرتكُمْ بمودتي وتركتهُمْ
-
-
-
-
- متغيِّظينَ عليَّ جِدَّ غِضابِ
-
-
-
حتى إذا ما جاش بحرُ المُشتري
-
-
-
-
- لكُمُ ففاضَ وعبَّ أيَّ عُبابِ
-
-
-
وكَّلْتُمُ زُحَلاً بأمري وحدَهَ
-
-
-
-
- وكذاك حقُّ الجاهل الخَيّابِ
-
-
-
أنا منْ أصابَتْهُ الصواعقُ بعدما
-
-
-
-
- رجَّى حياً فيه حياةُ جنابِ
-
-
-
لِيُبَكِّني الأعداءُ إني رحمةٌ
-
-
-
-
- لهُمُ فكيف تظنُّ بالأحبابِ
-
-
-
أَسخطتُ إخواني وأَخفقَ مطمعي
-
-
-
-
- فبقيتُ بين الدُّورِ والأبوابِ
-
-
-
ماذا أقول لمن أُراجعُ بعدما
-
-
-
-
- وحَّدتُكُمْ وكفرتُ بالأربابِ
-
-
-
تاللّه آملُ عدلَ شيءٍ بعدَكُمْ
-
-
-
-
- أو أرتجي للظن يومَ صوابِ
-
-
-
فاز الورى من ريحكم بسحائبٍ
-
-
-
-
- هطلت وفزتُ بسافياتِ ترابِ
-
-
-
إن تقوى ربنا خير نفل
- يقول لبيد بن ربيعة :
وَلَقَد يَعلَمُ صَحبي كُلُّهُم
-
-
-
-
- بِعَدانِ السَيفِ صَبري وَنَقَل
-
-
-
رابِطُ الجَأشِ عَلى فَرجِهِمُ
-
-
-
-
- أَعطِفُ الجَونَ بِمَربوعٍ مِتَل
-
-
-
وَلَقَد أَغدو وَما يَعدَمُني
-
-
-
-
- صاحِبٌ غَيرُ طَويلِ المُحتَبَل
-
-
-
ساهِمُ الوَجهِ شَديدٌ أَسرُهُ
-
-
-
-
- مُغبَطُ الحارِكِ مَحبوكُ الكَفَل
-
-
-
بِأَجَشِّ الصَوتِ يَعبوبٍ إِذا
-
-
-
-
- طَرَقَ الحَيَّ مِنَ الغَزوِ صَهَل
-
-
-
يَطرُدُ الزُجَّ يُباري ظِلَّهُ
-
-
-
-
- بِأَسيلٍ كَالسِنانِ المُنتَخَل
-
-
-
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
- يقول المتنبي:
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
-
-
-
-
- بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
-
-
-
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
-
-
-
-
- عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
-
-
-
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
-
-
-
-
- وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
-
-
-
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
-
-
-
-
- وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
-
-
-
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
-
-
-
-
- وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
-
-
-
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
-
-
-
-
- فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
-
-
-
إن تحي آمالي برؤية عيسى
- يقول البوصيري:
لِي صاحِبٌ سَرَقَ اللُّصُوصُ ثِيابَهُ
-
-
-
-
- لَيْلاً فباتَ بِبَيْتِهِ مَحْبُوسا
-
-
-
وشَكا لِوَالي الحَرْبِ سارِقَ بَيْتِهِ
-
-
-
-
- فكأنَّما يَشْكُو له افرَنسِيسا
-
-
-
وكأَنَّه قاضٍ يقولُ لِخَصمِهِ
-
-
-
-
- هذا غَرِيمُكَ أَثْبَتَ التَّفْلِيسا
-
-
-
ويَحُجُّهُ أصحابُ رَيْعٍ عِنْدَهُ
-
-
-
-
- ويُقَدِّمُوهُ فَيُظْهِرُ التَّعْبيسا
-
-
-
وَلَرُبّما التَمَسُوهُ بالمالِ الذي
-
-
-
-
- سَرَقُوا فأصْبَحَ لامِساً مَلْمُوسا
-
-
-
مَلؤوا البيوتَ بِمالِهِ ولوِ اشْتَكَى
-
-
-
-
- مَلؤوا بِأَوْلادِ الحَزِينِ حُبُوسا
-
-
-
كَمْ قُلْتُ إذْ سَمِعَ الوُلاةُ كلامَهُم
-
-
-
-
- أتُرَى الوِلايَة تُفْسِدُ الكَيمُوسا
-
-
-
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
- يقول حاتم الطائي:
أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ بِأَنّي
-
-
-
-
- حافِظُ الوُدِّ مُرصِدٌ لِلصَوابِ
-
-
-
وَمُجيبٌ دُعائَهُ إِن دَعاني
-
-
-
-
- عَجِلاً واحِداً وَذا أَصحابِ
-
-
-
إِنَّما بَينَنا وَبَينَكَ فَاِعلَم
-
-
-
-
- سَيرُ تِسعٍ لِلعاجِلِ المُنتابِ
-
-
-
فَثَلاثٌ مِنَ السَراةِ إِلى الحُل
-
-
-
-
- بُطِ لِلخَيلِ جاهِداً وَالرِكابِ
-
-
-
وَثَلاثٌ يُرِدنَ تَيماءَ رَهو
-
-
-
-
- وَثَلاثٌ يُغرَرنَ بِالإِعجابِ
-
-
-
فَإِذا ما مَرَرتَ في مُسبَطِرٍّ
-
-
-
-
- فَاِجمَحِ الخَيلَ مِثلَ جَمحِ الكِعابِ
-
-
-
قُل لِأَصحابٍ رأَوني مَيتا
- يقول السهروردي المقتول:
قُل لِأَصحابٍ رأَوني مَيتا
-
-
-
-
- فَبَكوني إِذ رأوني حزنا
-
-
-
لا تَظُنّوني بِأَنّي مَيّتٌ
-
-
-
-
- لَيسَ ذا المَيت وَاللَه أَنا
-
-
-
أَنا عصفورٌ وَهَذا قَفَصي
-
-
-
-
- طِرت مِنهُ فَتَخلى رَهنا
-
-
-
وَأَنا اليومَ أُناجي مَلأ
-
-
-
-
- وَأَرى اللَه عَياناً بِهنا
-
-
-
فَاِخلَعوا الأَنفُس عَن أَجسادِها
-
-
-
-
- لِترونَ الحَقّ حَقّاً بَيّنا
-
-
-
لا تَرعكُم سَكرة المَوتِ فَما
-
-
-
-
- هِيَ إِلّا اِنتِقالٌ مِن هُنا
-
-
-
عُنصرُ الأَرواحِ فينا واحدٌ
-
-
-
-
- وَكَذا الأَجسامُ جِسم عَمَّنا
-
-
-
ما أَرى نَفسي إِلّا أَنتُم
-
-
-
-
- وَاِعتِقادي أَنَّكُم أَنتُم أَنا
-
-
-
فَمَتى ما كانَ خَيراً فَلَنا
-
-
-
-
- وَمَتى كانَ شَرّاً فَبِنا
-
-
-
فَاِرحَموني تَرحموا أَنفسَكُم
-
-
-
-
- وَاِعلَموا أَنَّكُم في إِثرِنا
-
-
-
مَن رآني فَليقوّ نَفسهُ
-
-
-
-
- إِنَّما الدُنيا عَلى قرن الفَنا
-
-
-
وَعَلَيكُم مِن كَلامي جملةٌ
-
-
-
-
- فَسلامُ اللَهِ مَدحٌ وَثَنا
-
-
-
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
- يقول عروة بن الورد:
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
-
-
-
-
- كما الناس لما أخصبوا وتمولوا
-
-
-
وإنّي لمَدفوعٌ إليّ ولاؤهم
-
-
-
-
- بماوان إذ نمشي وإذ نتململ
-
-
-
وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
-
-
-
-
- ينوسُ عليها رحلُها ما يحلّل
-
-
-
موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارفٌ
-
-
-
-
- تقيد أحياناً لديهم وترحل
-
-
-
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُمُ
-
-
-
-
- وتمشي بجَنبيها أراملُ عُيَّل
-
-
-
وقلت لها يا أم بيضاء فتية
-
-
-
-
- طعامُهُمُ من القُدورِ المعجَّل
-
-
-
مضيغ من النيب المسان ومسخن
-
-
-
-
- من الماء نعلوه بآخر من عل
-
-
-
فإني وأياهم كذي الأم أرهنت
-
-
-
-
- له ماء عينيها تفَدّي وتَحمِل
-
-
-
فلما ترجت نفعه وشبابه
-
-
-
-
- أتت دونها أخرى جديداً تكحل
-
-
-
تخير من أمرين ليسا بغبطة
-
-
-
-
- هو الثّكلُ إلاّ أنها قد تجمَّل
-
-
-
كليلة ِ شيباء التي لستَ ناسياً
-
-
-
-
- وليلتِنا إذ منّ ما منّ قِرمِل
-
-
-
أقول له يا مال أمك هابل
-
-
-
-
- متى حسبت على الأفيح تعقل
-
-
-
بدَيمومة ٍ ما إن تكادُ ترى بها
-
-
-
-
- من الظمأ الكوم الجلاود تنول
-
-
-
تنكر آيات البلاد لمالك
-
-
-
-
- وأيقن أن لا شيء فيها يقول
-
-
-
راقني من لفظكَ المستطابِ
- يقول صفي الدين الحلي:
صَدرَتْ عن لفظِ صاحبِ فضلٍ
-
-
-
-
- هو عندي من أكبرِ الأصحابِ
-
-
-
فتأملتُ وأملتُ منهُ
-
-
-
-
- جمعَ شملي في عاجلٍ واقترابِ
-
-
-
ثمّ قابلتُ أيادي ثناهُ
-
-
-
-
- بدعاءٍ صالحٍ مستجابِ
-
-
-
يا أهيلَ الودّ أنتم مرادي
-
-
-
-
- وإليكم في العَلاءِ انتِسابي
-
-
-
ذكرُكم لي شاغلٌ في حُضوري
-
-
-
-
- وثَناكم مُؤنسي في اغترابي
-
-
-
عاد ربيعُ الأرض فاستَيقظت
- يقول رشيد أيوب:
تجدو بيَ الأحلامُ في عالمٍ
-
-
-
-
- قاصٍ عن الدنيَا بعِيدِ المَزار
-
-
-
فلا جليسٌ غير زهر الرّبى
-
-
-
-
- ولا أنيسٌ غير صوت الهزار
-
-
-
حتى إذا لاحت نجومُ الدّجى
-
-
-
-
- تذكّرَ الأصحابُ نائي الديار
-
-
-
وَهَبَّ مِن أحلامِهِ ناسياً
-
-
-
-
- ما مرّ بالذكرى وأرخى السّتار
-
-
-
محضتك يا سليمان الودادا
- يقول ابراهيم الأسود:
عرفتك أخلص الأصحاب حباً
-
-
-
-
- وأصدق من صحبتهم ودادا
-
-
-
عرفت لك البيان الحر يروى
-
-
-
-
- بصيبه العواطف والبلادا
-
-
-
عرفت لك القصائد سائرات
-
-
-
-
- وما عرفت زحافاً أو سنادا
-
-
-
وإن تجدب ربوع العلم يوماً
-
-
-
-
- سقاها علمك الصافي العهادا
-
-
-
عرفتك ظاهراً حراً صريحاً
-
-
-
-
- سديد الرأي لم تعد السدادا
-
-
-
وكم للفضل قد شيدت بيتاً
-
-
-
-
- وكم اعليت للعليا عمادا
-
-
-
طويت على النزاهة نفس حر
-
-
-
-
- وما تخذت سوى العلياء زادا
-
-
-
ولم تقلق لغير شقاء قوم
-
-
-
-
- ونهضة يعرب أبداً وسادا
-
-
-
وفي الحلبات من نظم ونثر
-
-
-
-
- شأوت السابقين بها طرادا
-
-
-
قوافيك الحسان تكاد فيها
-
-
-
-
- إذا انشدتها تحيي الجمادا
-
-
-
ولم تعد القديم يروق حسناً
-
-
-
-
- كما حوت الجديد المستجادا
-
-
-
ذهبت بضوء هذا الشعر فرداً
-
-
-
-
- وقد خلفت للغير الرمادا
-
-
-